صحيفة أمريكية: البرادعى "يوحنا المعمدان"

قالت صحيفة "ديلي مافريك" الأمريكية إن الدكتور محمد البرادعي انسحب من سباق الانتخابات الرئاسية، مستنكرا المشهد السياسي الحالي بوصفه لا يعدو عن كونه امتدادا للنظام القديم.

وأضافت بقولها في تقرير كتبه "سيمون أليسون": يوسو ندور، المطرب السنغالي الشهير، يستطيع تحريك جسد أي شخص، كانت تلك الأمسية في نهاية عام 2010، احتل ندور المنصة في منتدى أفريقي جذاب.

ويقول كاتب التقرير إنه نظر إلى الحضور فوجد كثيرا منهم لم يستطع أن يقاوم تأثير ندور، وكان من بينهم الدكتور محمد البرادعي الذي شارك بعض الحضور في الرقص.

وقال الكاتب: لقد سرق البرادعي الأنظار، كان هناك الحاصل على جائزة نوبل، والمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي أخبر الأمريكيين أنه لا توجد أسلحة دمار شامل في العراق، وهو يتحرك على حلبة الرقص وكأنه لا يبالي بما يجري في العالم.

وأشار الكاتب إلى أن البرادعي عندما عاد إلى مصر قبل الثورة قام بحملة دقيقة لكنها متفجرة ضد نظام الرئيس السابق حسني مبارك، مستخدما كل الحيل الدبلوماسية التي يمتلكها، وتأكد أنه لم يعبر أبدا الخط نحو المعارضة المباشرة أو التحريض.

وقال: الآن وبعد عام على الثورة، فإن الإهانات غير المباشرة من قبل البرادعي تبدو وكأنها شاحبة مقارنة بالمسيرات في ميدان التحرير ومعارك الشوارع، ولكن مساهمته لا يمكن بأي شكل من الِأشكال التقليل منها.

وأضاف بقوله "البرادعي كان مثل يوحنا المعمدان، يمهد الطريق أمام المنقذ الذي يأتي بعده، بالنسبة ليوحنا المعمدان كان المنقذ هو المسيح، وبالنسبة للبرادعي كان المنقذ هو الثورة. كان تحدي البرادعي لمبارك ضربة قوية لنظام بدا أنه لا يقهر، كما أن عدم قدرة مبارك على السيطرة على البرادعي أدت إلى تقويض الخوف الذي استخدمه النظام للحفاظ على الحكم".

ومضى يقول "بالنسبة للبرادعي، فإن الرواية مضت قدما، وتركته وراءها، استغل الشعب الفرصة وأطاح بمبارك، وكان البرادعي عرضة للانتقادات لأنه اكتفى بالبقاء في منزله عن الانضمام إلى المظاهرات شخصيا. أعلن بعد ذلك عن نيته في الترشح للرئاسة وشكّل حزبا سياسيا، ولكن نهجه الباهت في التنظيم السياسي والحملات الانتخابية كان يعني أنه لم يكن أبدا منافسا جادا".